مفهوم الاسم

المعنى اللُّغويُّ:

(الباطن): وهو في حق الله تعالى يدل على اطلاعه على السرائر، والضمائر، والخبايا، والخفايا، ودقائق الأشياء، كما يدل على كمال قربه ودنوه، ولا يتنافى الظاهر، والباطن لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت فهو العلي في دنوه القريب في علوه. [تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 1/170].

فالله تعالى هو العالم ببطانة الشيء، يقال بطنت فلانا وخبرته إذا عرفت باطنه وظاهره والله تعالى عارف ببواطن الأمور وظواهرها فهو ذو الظاهر وذو الباطن. [تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج 1/61].

وقد حكى ابن العربي في اسم الله الباطن:

  1. أنه المحتجب عن أبصار الخلق.

  2. أنه الذي لا يُتوهم.

  3. أنه المطلع على البواطن.

  4. أنه الرقيب.

  5. أنه العليم.

  6. أنه خالق البواطن.

وأضاف القرطبي:

  1. أنه الخبير.

[الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته للقرطبي 1/127].

ماورد فيه من القرآن

وذكر اسم الله (الباطن) في القرآن الكريم في موضع واحد:

أولًا: الموضع الذي ذكر فيه اسم الله (الباطن).

{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}

[الحديد: 3].

المزيد

ماورد فيه من السنة النبوية

عَنْ سُهَيْلٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا، إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ، أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ» وَكَانَ يَرْوِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

[أخرجه مسلم، 4/ 2084 حديث 2713].

المزيد

حال السلف مع الاسم

أولًا: أقوال بعض الصحابة والتابعين في اسم الله (الباطن):

1- قال ابن عباس: {الباطن}: معناه هو العالم بالظاهر والباطن بلا إعلام أحد. [تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، ينسب: لعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - (المتوفى: 68هـ) 1/456].

ثانيًا: أقوال بعض المفسرين في تفسير اسم الله (الباطن):

المزيد

التعبد بالاسم

1- قال ابن القيم: 

وأَما تعبده باسمه الباطن فأَمر يضيق نطاق التعبير عن حقيقته، ويكلّ اللسان عن وصفه، وتصطلم الإِشارة إِليه وتجفو العبارة عنه، فإِنه يستلزم معرفة بريئة من شوائب التعطيل مخلصة من فرث التشبيه، منزهة عن رجس الحلول والاتحاد وعبارة مؤدية للمعنى كاشفة عنه، وذوقاً صحيحاً سليماً من أَذواق أهل الانحراف. فمن رزق هذا فهم معنى اسمه الباطن وصح له التعبد به. وسبحان الله كم زلت فى هذا المقام أَقدام وضلت فيه أَفهام، ونظم فيه الزنديق بلسان الصديق، فاشتبه فيه إِخوان النصارى بالحنفاء المخلصين، لنبو الأَفهام عنه وعزة تخلص الحق من الباطل فيه، والتباس ما فى الذهن بما فى الخارج إِلا على من رزقه الله بصيرة فى الحق، ونوراً يميز به بين الهدى والضلال، وفرقاناً يفرق به بين الحق والباطل، ورزق مع ذلك اطلاعاً على أَسباب الخطأْ وتفرق الطرق ومثار الغلط، فكان له بصيرة فى الحق والباطل، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاءُ والله ذو الفضل العظيم.

وباب هذه المعرفة والتعبد هو معرفة إِحاطة الرب [تبارك وتعالى] بالعالم وعظمته، وأَن العوالم كلها فى قبضته، وأَن السموات السبع والأَرضين السبع فى يده كخردلة فى يد العبد، قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنّ رَبّكَ أَحَاطَ بِالنّاسِ} [الإسراء: 60] ، وقال: {واللهُ مِنْ وَرَآئِهِمْ مُحِيطُ} [البروج: 20] ، ولهذا يقرن سبحانه بينَ هذين الاسمين الدالين على هذين المعنيين: اسم العلو الدال على أَنه الظاهر وأَنه لا شيء فوقه، واسم العظمة الدال على الإِحاطة وأَنه لا شيء دونه، كما قال تعالى: {وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255] [الشورى: 4] ، وقال تعالى: {وَهُوَ الْعَلِىُّ الْكَبِيرُ} [سبأ: 23] ، وقال: {وَللهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلّواْ فَثَمّ وَجْهُ اللهِ إِنّ اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 115] ، هو تبارك وتعالى كما أَنه العالى على خلقه بذاته فليس فوقه شيء، فهو الباطن بذاته فليس دونه شيء، بل ظهر على كل شيء فكان فوقه، وبطن فكان أَقرب إِلى كل شيء من نفسه، وهو محيط به حيث لا يحيط الشيء بنفسه وكل شيء فى قبضته وليس شيء فى قبضة نفسه، فهذا أَقرب لإِحاطة العامة.

المزيد

الصوتيات

# العنوان المؤلف تشغيل
1

فقه الأسماء الحسنى - (35) - الأول - الأخر - الظاهر - الباطن

الشيخ/ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
2

شرح العقيدة الواسطية - وقوله سبحانه ( هو الأول والاخر.. ) الآية

الشيخ/ خالد بن عبد الله المصلح
3

الفتوحات الإلهية شرح أسماءه الحسنى للذات العالية - الأول والآخر والظاهر والباطن (1)

الشيخ/ محمد الدبيسي
4

الفتوحات الإلهية شرح أسماءه الحسنى للذات العالية - الأول والآخر والظاهر والباطن (2)

الشيخ/ محمد الدبيسي
5

الفتوحات الإلهية شرح أسماءه الحسنى للذات العالية - الأول والآخر والظاهر والباطن (3)

الشيخ/ محمد الدبيسي
6

الفتوحات الإلهية شرح أسماءه الحسنى للذات العالية - الأول والآخر والظاهر والباطن (4)

الشيخ/ محمد الدبيسي
7

الفتوحات الإلهية شرح أسماءه الحسنى للذات العالية - الأول والآخر والظاهر والباطن (5)

الشيخ/ محمد الدبيسي
8

الفتوحات الإلهية شرح أسماءه الحسنى للذات العالية - الأول والآخر والظاهر والباطن (6)

الشيخ/ محمد الدبيسي
المزيد

المقالات

المزيد

كروت

...